في عالمنا المعاصر، الذي يعج بالمعلومات والتقنيات الحديثة، أصبح من السهل أن نجد أنفسنا مشغولين بالمقارنة مع الآخرين. يتابع البعض حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويتساءلون عن سبب عدم حصولهم على ما يملك الآخرون، سواء من نجاح، أو مال، أو شهرة، أو حتى علاقات. إلا أن هذا النوع من المقارنة قد يكون سامًا، يسرق مننا السلام الداخلي والسعادة التي نستحقها.
المقارنة: العدو الخفي للسكينة
عندما نغرق في المقارنة المستمرة، نفقد القدرة على الاستمتاع بالحياة التي نعيشها. نرى حياة الآخرين أفضل وأكثر إشراقًا، مما يجعلنا نعيش في حالة من القلق والحزن الدائمين. نشعر بأننا غير كافيين أو أننا لا نعيش الحياة التي نتمناها، حتى وإن كانت حياتنا مليئة بالفرص والإنجازات. هذا النوع من التفكير يحرمنا من السكينة، ويعزز مشاعر التوتر والفقدان.
التركيز على الذات والتقدير
بدلاً من المقارنة المستمرة مع الآخرين، يجب أن نتعلم كيف نقدر ما نملك ونركز على تطوير أنفسنا. كل شخص له مسار حياة مختلف، ويواجه تحديات وفرصًا تختلف عن الآخرين. بدلًا من التفكير فيما يمتلكه الآخرون، يجب أن نسأل أنفسنا: “ماذا يمكنني أن أحقق اليوم؟” أو “كيف يمكنني أن أكون أفضل نسخة من نفسي؟”. هذا التحول في التفكير يعيد لنا السكينة ويمنحنا فرصة للتركيز على أهدافنا الشخصية.
القبول بما هو موجود
واحدة من أكبر مفاتيح السكينة هي القدرة على القبول. القبول بحقيقة أن الحياة ليست دائمًا كما نتوقع، وأن النجاح لا يأتي بنفس الوتيرة لكل الأشخاص. عندما نتقبل مسار حياتنا كما هو، ونعرف أننا في مكاننا الصحيح في الوقت المناسب، نصبح أكثر قدرة على التمتع باللحظة الحالية. القبول لا يعني الاستسلام، بل هو خطوة نحو السلام الداخلي.
ختامًا
المقارنة المستمرة مع الآخرين تسرق منا السكينة التي نبحث عنها. عندما نركز على أنفسنا، ونقبل مسار حياتنا ونقدر ما نملك، نبدأ في تجربة الحياة بكل تفاصيلها. السكينة ليست في ما نملك أو في ما يمتلكه الآخرون، بل هي في قدرتنا على التمتع باللحظة الحالية والابتعاد عن التفكير المستمر في المقارنة.
تحياتي
يوسف المعولي (مدونة عطر الزمان)
0