بعض الكلمات تحمل في طياتها أكثر مما نسمع، تنبض باليقين، وتُشرق في القلوب كضوء لا ينطفئ. حين نقول: سمع الله لمن حمده، لا نقولها عبثًا، بل نوقن أن هناك ربًّا يسمع، يستجيب، ويرى ما تخفيه القلوب قبل أن تنطق به الشفاه.
الحمد ليس مجرد لفظ، بل نافذة نفتحها للضياء في أحلك اللحظات، تذكير بأن العطاء لا ينقطع، وأن كل نفس يتردد في صدورنا هو نعمة تستحق الامتنان. فكلما ضاقت بنا الحياة، كان الحمد سفينة نجاة، وكان اليقين بأن الله يسمع هو الأمان الذي لا يخيب.
هناك أوقات يشعر فيها الإنسان بالوحدة، وكأن صوته لا يصل، لكن من يملأ قلبه بالحمد يجد أن الكون كله يردد صداه، فالسماء لا تخذل من يرفع يديه شاكرًا، والقلب الذي يحمد في السراء والضراء هو قلب مطمئن، واثق بأن الخير قادم، وأن الله لا ينسى من يحمده حتى في أصعب اللحظات.